تذاكر الطرامواي
التضامنية
إعداد: أمينة زوجي
أي زائر لأي محطة خاصة بالطرامواي
الرابط بين مدينتي الرباط وسلا، سيثير
انتباهه وجود عدد من التذاكر المستعملة متراكمة فوق غطاء سلة المهملات، ذلك أن عدد من
الركاب بدل التخلص من تذاكرهم المستعملة، فهم يضعونها رهن اشارة الاخرين ليتم استعمالها مرة ثانية، باعتبار أن التذكرة تظل
صالحة لمدة ساعة منذ تأشيرها في المرة الاولى، وذلك في نفس الاتجاه، بغض
النظر عن رقم الخط.
وفي محاولة لتفسير هذا السلوك
ومناقشته مع بعض الاصدقاء، تبين أن لكل رأي خاص ونظرة خاصة، فالبعض يعتبره سلوكا
سلبيا يشجع على خرق القانون والتهرب، بينما يراه آخرون يعكس رغبة الركاب في
الانتفاع بمزايا التذكرة إلى آخر رمق، واستغلالها بشكل كلي، في حين هناك من يرى أن
لهذا السلوك قراءات وتفسيرات آخرى، تتمثل في التعبير عن روح التضامن والتعاون التي
لا يزال يتميز بها المغاربة، رغم ما لحق المجتمع المغربي من تغييرات اجتماعية، مست جميع مناحي الحياة اليومية.
ومن الواضح أن الشركة المسئولة
عن تسير الطرامواي، قررت التصدي لهذا السلوك الذي تعتبره منافيا لمصالحها، عن طريق
تغيير قانون الاستعمال، وحصر مزايا التذكرة، بجعلها صالحة بعد التأشير الاول فقط
في الخط المغاير في نفس الاتجاه، وهو ما يجعل التذاكر المتراكمة غير ذات نفع في
المحطات الاحادية الخط، وحتى بالنسبة للمحطات المشتركة مثل باب المريسة وحسان...،
فإن أغلب الاشخاص الذين يعتمدون على هذه التذاكر سوف يعجزون ان لم يتسلموها من أصحابها
مباشرة عن تمييز التذكرة المناسبة لهم.
وعلى أية حال، فالشعب المغربي
كغيره من الشعوب يبتكر طرقه الخاصة للتعايش مع تعقيدات ومتطلبات الحياة المتجددة ولو كانت بطرق بسيطة.