فرنسيس بيكون
قسم التحرير
ولد فرنسيس بيكون (Francis Bacon) في 22 يناير سنة 1560 في
لندن، لأبوين ينتميان لأسرتين عريقتين: فقد كان أبوه حامل الخاتم الاكبر في عهد
الملكة اليزابيت وكانت أمه من دعاة الاصلاح الديني ومن أتباع مذهب كلفين المتشددين
في مسائل الدين، أظهر منذ طفولته الاولى علائم التفوق والذكاء لفتت إليه الانتباه
لاسما من جانب الملكة التي كانت تسعد بالتحدث معه وتوجيه الاسئلة إليه. (الشاروني،
1981،ص5)
يعتبر فرنسيس بيكون فيلسوفا ورجل دولة
وكاتب، فقد تقلد مجموعة من المناصب المهمة، حيث انعم عليه الملك جيمس الاول بلقب فارس سنة
1603، وعين وكيلا للنائب العام سنة 1608، وتقلد منصب النائب العام سنة 1612، ثم
ترقى إلى منصب قاضي القضاة، والذي يعد من أكبر المناصب القضائية في الدولة
الانجليزية، وذلك لما قدمه من خدمات للبلاط وتأييده لامتيازاته في مناقشات مجلس
النواب، والتوفيق بين المجلس والبلاط في أزمات النزاع حول حقوق العرش وحقوق الامة(العقاد،
ص36 و37). غير أنه ادين بتهمة تقاضي الرشوة من الخصوم رغم أنه كان يحكم بالعدل. (العقاد،
ص39).
عرف بيكون بقيادته للثورة العلمية عن
طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب. وتتمحور رسالته الفلسفية حول علاقة الانسان بالطبيعة ) الشاروني،1981
ص19) ، حيث يعتبر أن التفكير
الفلسفي لا ينبغي ان يتجه إلى ما فوق الطبيعة وأن يتخذ الجدل والنقاش أداة له، بل
عليه ان يتجه نحو الارض وظواهر الطبيعة. وأن يتخذ من التجريب وأساليبه المتخلفة
أداة له.
عارض بيكون في كل من كتبه الشهيرة
"الاورجانون الجديد" و "في تقدم العلوم"
الفلاسفة اليونان وبالأخص أرسطو لانهم دعوا إلى العلم النظري الخالص واحتقروا
التجربة والتطبيق العملي(الشاروني، ص25). ودعا بيكون إلى إقامة
العلم على أساس الاستقراء بدل التقدير والقياس التي كان يقوم عليها، لتفسير
الطبيعة وتسخيرها بمطاوعة قوانينها، لا بفرض الاحكام السابقة عليها وجهلها تلك
القوانين. (العقاد، ص55).
انظر :
· حبيب الشاروني
(1981). فلسفة فرنسيس بيكون، مطبعة النجاح الجديدة دار
الثقافة، الطبعة الاولى، الدار البيضاء
·
عباس محمود العقاد، فرنسيس بيكون مجرب العلم والحياة، المكتبة العصرية، بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق