28‏/03‏/2016

جمعية الياسمين للكتب المشروع المرنيسي الذي لم يكتب له الولادة

جمعية الياسمين للكتب المشروع المرنيسي الذي لم يكتب له الولادة

أمينة زوجي

قبل 5 سنوات، وبالتحديد أواخر سنة 2011، طلبت مني الاستاذة فاطمة المرنيسي رحمها الله توثيق بعض الكتب وتصنيفها، وكان عددها يقارب 500 كتاب، كانت باللغات الفرنسية، والانجليزية والعربية، في مختلف المجالات، مثل علم النفس، علم الاجتماع، الانثروبولوجيا، الادب، النوع الاجتماعي وقضايا المرأة، وحقوق الانسان...
وحين قمت بترتيب هذه الكتب وتوثيقها وتصنيفها، وتنظيفها من الغبار، فوجئت بالمرنيسي تقترح علي أن أتكفل بهذه الكتب على أن أضعها رهن اشارة الطلبة والطالبات، وفي المقابل اقترحت عليها أنا أن نؤسس جمعية بمدينة سلا بحي السلام أو حي الانبعاث تتكفل بهذه الكتب، وتستعمل الفايسبوك للتواصل مع الطلبة والطالبات، لاني لم أكن حينها أملك مكانا مستقرا للإقامة، ولا أستطيع توفير مكان خاص لكل هذه الكتب.
تحمست المرنيسي لفكرة انشاء الجمعية، والتي أرادت لها أن تحمل اسم جمعية الياسمين نسبة لجدتها وملهمتها الاولى، بل قررت أن يكون للجمعية مقر معروف بحي شعبي يمكن للشباب والشابات التوافد عليه، والقراءة فيه، على أساس تدبير المزيد من الكتب. لهذا كانت ترسلني رفقة مساعدها كريم يوميا للبحث عن مكان يصلح لاقامة مركز أو ملتقى للشباب، وأحيانا كانت ترافقنا بنفسها في رحلة البحث، إلا أن أرباب الشقق التي كان يدلنا إليها السماسرة كانوا يبالغون في ثمن الكراء، وكانوا يرفضون من الاصل فكرة إقامة جمعية وتوافد الشباب على منازلهم، بل كانوا يفضلون التعامل مع الاسر لأنهم يخشون التجمعات الشبابية.
وللأسف لم نستطع ايجاد مقر خاص للجمعية، ولم أستطع أنا شخصيا توفير مكان لاحتواء كل تلك الكتب، وبالتالي تم تأجيل المشروع الذي كان سيشكل علامة مميزة بالنسبة للشباب، وبقيت الكتب بحوزة الاستاذة فاطمة المرنيسي.
واليوم وأنا أستعرض هذه الذكريات، أتساءل عن مصير هذه الكتب، ترى هل ستجد من يخرجها للعلن لتؤدي دورها الذي خصصت له، لتكون صدقة جارية لصاحبتها؟ أم سيكتب عليها الانزواء في مكان مقصي معتم؟
هذه أسئلة لا يمكن أن يجبينا عنها غير  ورثة الاستاذة فاطمة المرنيسي.


هذه بعض النماذج من الكتب التي قمت بتوثيقها





ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مقالات نافعة 2015 ©