13‏/04‏/2017

جورج زيمل

جورج زيمل
Georg Simmel
إعداد قسم التحرير



ولد الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني جورج زيمل(Georg Simmel)  في برلين عام 1858، رغم وفاة والدة سنة  1874 ، تمكن من اتمام درسته بفضل الثروة الهائلة التي خلفها له ولأخوته الستة، حيث درس  زيمل بجامعة    (Friedrich-Wilhelm) وحصل منها على الدكتوراه عام 1881  في الفلسفة، اهتم بدراسة تاريخ الفلسفة وبالحيثيات الاجتماعية على غرار النقود، الدين، الثقافة، النزعة الفردية، ... وتكفل في الجامعة بإلقاء حلقات دراسية قيمة، غير أنه لم يحصل على منصب رسمي كأستاذ مساعد بجامعة ستراسبورغ إلا سنة 1914.

يعتبر جورج زيمل من أهم أعلام السوسيولوجيا بصفة عامة والسوسيولوجيا الألمانية على الخصوص، حيث ساهم في العدد الأول من مجلة (L’Année sociologique) التي أسسها ايميل دوركايم سنة 1896، وكان من المؤسسين الأوائل للجمعية الألمانية لعلم الاجتماع إلى جانب ماكس فيبر (  (Max Weber و فرديناند تونيز  (Ferdinand Tönnies) سنة 1909.

ويعد زيمل منظرا للتفاعل و"للأشكال الاجتماعية"، حيث يرى أن الحياة الاجتماعية نتاج الحركة المتناقضة بين الحياة والشكل. فالحياة غريزة وخلق ورغبة وعواطف وانفعال، وتجديد، أما الأشكال فهي توافقات ومؤسسات وقواعد ومعايير تؤطر الحياة الاجتماعية.
اقترح زيمل في كتابه "السوسيولوجيا" الصادر سنة 1908، دراسة أشكال التنشئة الاجتماعية،  إذ يرى أنه على السوسيولوجيا دراسة جميع الحالات التي يمارس فيها الأفراد تأثيرا على بعضهم البعض، ويشدد على أن جميع اشكال التبادل بين الافراد مهما كانت كبيرة أو صغيرة تستحق الدراسة.
من أشهر كتبه  أيضا، "الجسر والباب"  الذي ظهر عام 1909، قدم فيه تحليلا إحيائيا للحيثيات الاجتماعية، فهو يرى أن الحياة الاجتماعية حركة لا تتوقف العلاقات بين الأفراد من خلالها عن تعديل بعضها البعض. وهذه العلاقات على شاكلة الجسر الذي يربط والباب الذي يفصل، هي علامات لميول متضاربة نحو التماسك والتبعثر.
من أهم كتبه أيضا فلسفة  المال أو فلسفة النقود، والتي يرى فيها  أن النقود قد خدمت من الناحية التاريخية في تحديد، ليس فقط قيمة الأشياء، بل كذلك الناس. وقد ساهمت النقود في الحرية الفردية لكن أصبحت غاية بذاتها وهي تساهم كذلك في تراجيديا الثقافة الحديثة حيث قيمة الأشياء تفوق الأشخاص.
توفي جورج زيمل سنة 1918 في مدينة سراسبورغ، وخلف مجموعة من المؤلفات من بينها:
الاختلاف الاجتماعي
السوسيولوجيا والإبستمولوجيا
الفقراء
علم الاجتماع وأشكال التفاعل
السر والمجتمعات السرية
علم الاجتماع وتجربة العالم الاجتماعي
علم الاجتماع الجمالي
سيكولوجيا النساء
فلسفة الموضة
فلسفة المغامرة


أنظر :
Jean-François Côté et Alain Deneault , Georg Simmel et les sciences de la culture, Presses de l’Université Laval
·               فيليب كابات وجان فرانسوا دورتيه، علم الاجتماع من النظريات الكبرى إلى الشؤون اليومية أعلام وتواريخ وتيارات، ترجمة إياس حسن، دار الفرقد، 2010، دمشق

11‏/04‏/2017

فرنسيس بيكون

فرنسيس بيكون
قسم التحرير



ولد فرنسيس بيكون (Francis Bacon) في 22 يناير سنة  1560 في لندن، لأبوين ينتميان لأسرتين عريقتين: فقد كان أبوه حامل الخاتم الاكبر في عهد الملكة اليزابيت وكانت أمه من دعاة الاصلاح الديني ومن أتباع مذهب كلفين المتشددين في مسائل الدين، أظهر منذ طفولته الاولى علائم التفوق والذكاء لفتت إليه الانتباه لاسما من جانب الملكة التي كانت تسعد بالتحدث معه وتوجيه الاسئلة إليه. (الشاروني، 1981،ص5)

يعتبر فرنسيس بيكون فيلسوفا ورجل دولة وكاتب، فقد تقلد مجموعة من المناصب المهمة، حيث انعم عليه الملك جيمس الاول بلقب فارس سنة 1603، وعين وكيلا للنائب العام سنة 1608، وتقلد منصب النائب العام سنة 1612، ثم ترقى إلى منصب قاضي القضاة، والذي يعد من أكبر المناصب القضائية في الدولة الانجليزية، وذلك لما قدمه من خدمات للبلاط وتأييده لامتيازاته في مناقشات مجلس النواب، والتوفيق بين المجلس والبلاط في أزمات النزاع حول حقوق العرش وحقوق الامة(العقاد، ص36 و37). غير أنه ادين بتهمة تقاضي الرشوة  من الخصوم رغم أنه كان يحكم بالعدل. (العقاد، ص39).

عرف بيكون بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب وتتمحور رسالته الفلسفية حول علاقة الانسان بالطبيعة ) الشاروني،1981 ص19) ، حيث يعتبر أن التفكير الفلسفي لا ينبغي ان يتجه إلى ما فوق الطبيعة وأن يتخذ الجدل والنقاش أداة له، بل عليه ان يتجه نحو الارض وظواهر الطبيعة. وأن يتخذ من التجريب وأساليبه المتخلفة أداة له.

عارض بيكون في كل من كتبه الشهيرة "الاورجانون الجديد" و "في تقدم العلوم" الفلاسفة اليونان وبالأخص أرسطو لانهم دعوا إلى العلم النظري الخالص واحتقروا التجربة والتطبيق العملي(الشاروني، ص25). ودعا بيكون إلى إقامة العلم على أساس الاستقراء بدل التقدير والقياس التي كان يقوم عليها، لتفسير الطبيعة وتسخيرها بمطاوعة قوانينها، لا بفرض الاحكام السابقة عليها وجهلها تلك القوانين. (العقاد، ص55).


توفي فرانسيس بيكون في  9  أبريل 1626


انظر :

·      حبيب الشاروني (1981). فلسفة فرنسيس بيكون، مطبعة النجاح الجديدة دار الثقافة، الطبعة الاولى، الدار البيضاء

·      عباس محمود العقاد، فرنسيس بيكون مجرب العلم والحياة، المكتبة العصرية، بيروت

جميع الحقوق محفوظة لــ مقالات نافعة 2015 ©