نداء من أجل استعادة
روح التضامن و الوئام بخصوص حراك الريف
بمبادرة شخصية ذات طابع رمزي، وجه
الكاتب والأكاديمي المغربي إدريس جنداري نداء لأبناء الشعب المغربي بخصوص حراك
الريف وما اعتراه من جدال، عبر الفايسبوك من اجل استعادة روح التضامن والوئام.
وفي الأسطر التالية نقدم نص نداء
الدكتور إدريس جنداري كما تم تناقله عبر
صفحات الفايسبوك:
"طوال أسابيع، كان الهم الذي يوجهنا، في علاقة
بحراك الريف، هو التنبيه إلى المنزلقات التي يمكن أن ينجر إليها و يؤدي الوطن
ثمنها غاليا.
هذا، يعني أننا لم نكن في مواجهة المطالب
المشروعة للحراك، بل اعتبرناها مطالب واجبة على الدولة، يجب تحقيقها في جميع
أقاليم و جهات المملكة، لأن الحالة الاجتماعية للمغاربة وصلت إلى درجة لا تحتمل من
التردي، و واهم من يسوق لغير ذلك، و نحن من أبناء الشعب نعايش هذا بشكل يومي و
لسنا في حاجة إلى توضيح مجرد يوظف الإحصائيات.
بعد أن تحكمت الدولة في إيقاع الحراك، و جنبته
السقوط في المنزلقات الخطيرة التي كانت تحيطه من كل الجوانب ( و هذا يحسب للعقل
الأمني الذي دبر المرحلة )، الآن لابد من استعادة شعار: (إن الوطن غفور رحيم) شكلا
و روحا.
أبناء الريف مغاربة أحرار ضحوا كإخوانهم بالغالي
و النفيس من أجل استقلال الوطن خلال المرحلة الاستعمارية، و ما زالوا يواصلون
الكفاح من أجل تنمية الوطن و تحقيق استقراره الاجتماعي، فالكثير منهم يكد و يجد في
بلدان الاغتراب و عينه على محيطه الاجتماعي الصغير مجسدا في عائلته، و محيطه
الاجتماعي الكبير مجسدا في وطنه.
ليكن الوطن غفورا رحيما،
فالمغرب أرض التعددية و الاختلاف و التسامح و يتسع لكل أبنائه.
لقد تحلى المغاربة بجرأة كبيرة و هم يغفرون زلات
إخوانهم الصحراويين الذين صرحوا مباشرة بنواياهام الانفصالية، بل و أعلنوا حربهم
على المغرب و تواطؤوا مع أعداء الوطن، و رغم ذلك لم يخسر الوطن شيئا، بل ربحنا كل
شيء، لقد حافظنا على وحدتنا الوطنية التي ناضل في سبيلها الأجداد، و واصلنا طريق
التعايش السلمي باختلاف انتماءاتنا.
لنستحضر، مرة أخرى، درس الصحراء، و لنعلنها مدوية
في وجه كل صيادي المياه العكرة: نحن أمة مغربية واحدة موحدة من صحرائها إلى ريفها.
لنطلق سراح المعتقلين
لنحقق مطالبهم الاجتماعية
العادلة
لنعد الثقة و الوئام بين أبناء
الوطن
ليعتذر الجهاز الأمني عن
تجاوزاته و ليطمئن مواطني الريف أنه في خدمتهم .
لنطلق مسيرة خضراء جديدة من
الريف و نحقق مصالحة تاريخية تجب ما قبلها.
ثقتي كبيرة في أمتي المغرببة،
أنها قادرة على تحقيق استمرارية فلسفة ثورة الملك و الشعب."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق